تعد مدينة مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية بعد مدينتي طرابلس و بنغازي، تقع إلي شرق مدينة طرابلس بنحو 210 كلم وإلى الغرب من مدينة بنغازي بحوالي 825 كيلومتر في منطقة زراعية سهلية تطل على البحر المتوسط بساحل يصل طوله إلى 70 كلم ويبلغ عدد سكانها 300,000 نسمة تقريبا وهى تتربع على مساحة من الأرض كحدود إدارية تقدر بنحو 44 ألف كلم مربع، و تتميز هذه المدينة بظاهرة طبوغرافية فريدة على الساحل الليبي و كامل ساحل المتوسط وهي وجود حزام من الكثبان الرملية العالية التي تلفها على هيئة هلال تبدأ من شرقها عند
منطقة قصر أحمد و حتى منطقة الدافنية غرباُ، وموقع مدينة مصراتة يشكل تمازجاً رائعاً بين ثنائية البحر والرمل، فالبحر يحيطها من جانبي الشمال والشرق ، والرمال الذهبية تمتزج مع سهولها الخضراء و تعد هذه الكثبان الأعلى في منطقة حوض البحر المتوسط بل يعتقد إنها الأعلى في العالم ، لذلك تسمى بذات الرمال وإن كانت العمارة الحديثة والتوسع السكاني قد نالت من هذه الثروة الرملية الطبيعية نتيجة استهلاكها في عمليات البناء وكذلك جرف هذه الرمال إلى غير مكانها الأصلي ليستغل المكان في بعض عمليات الزراعة البسيطة أو في البناء، وتسمى مدينة مصراتة أيضا بذات الشاطئين لتوغل اليابسة داخل البحر في منطقتي الزروق وقصر أحمد مما أكسبها واجهتين على البحر .
وقديما مصراتة هي إحدى المحطات التجارية التي بدأ الفينيقيون في إنشائها على الأجزاء الشمالية الغربية من الساحل الليبي في القرن العاشر قبل الميلاد وبذلك يكون عمرها قد تجاوز ثلاثة آلاف عام حيث عرفت المدينة آنذاك باسم (توباكت) واستمدت أهميتها من كونها ملتقى العديد من الطرق الحيوية ولأنها أيضا تتوسط منطقة زراعية وقد ورد ذكرها باسم (كيفالاي برومنتوريوم) في الوثائق المسماة (أطوال المسافات في البحر الكبير) وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد أي أن ذكرها ورد في تلك الوثائق التي تعود إلى أكثر من ألفين وثلاثمائة وخمسين عاماً، والتي تعتبر أقدم المصادر التي عثر عليها حتى الآن و ذكرت فيها
منطقة (قصر احمد) وقد وصفها الجغرافي (سترابو) في القرن الأول الميلادي بأنها رأس
شامخة مغطاة بالغابات وتشكل خليجا الكبير . أما ما أورده (بطليموس) الجغرافي
الشهير بإسم (ترايرون أكرون) أي (الرؤوس الثلاثة) لأنها تتكون من ثلاثة رؤوس من
اليابسة موغلة في البحر وقد سكنتها قبيلة (مصراتة) فسميت بإسم هذه القبيلة وهو
الاسم الذي تعرف به الآن.
عند وصولك إلى مدينة مصراتة من المُدخل الغربي للمدينة فأول ما يستقبلك المنطقة الزراعية المعروفة بإسم الدافنية هذه المنطقة التي استوطنها الإيطاليون وأعملوا فيها كل ما من شأنه أن يبقيهم فيها إلى الأبد بحسباتهم الاستعمارية ولكن تأتي إرادة الشعوب بما لا يشتهي المستعمرون وربما هي محاسن الاستعمار الضنينة أنه يخطط ويبني لنفسه ليبقى من بعده وهذا ما حدث في منطقة الدافنية حيث تم الاستفادة من التخطيط السابق في استصلاح الأراضي وشق الطرق بحيث أصبحت اكبر منطقة زراعية في شعبية مصراته وقد أقيمت العديد من المزارع التي استصلحت بهدف الاستفادة من كل شبر قابل للزراعة رغم شح المياه وعدم نجاح الري الجماعي والإهمال وقلة الاهتمام بهذه المنظومة
و لعل من الجدير ذكره في منطقة الدافنية
وزاوية المحجوب أنه تم اكتشاف عدد من المقابر التحت أرضية المهمة التي احتوت على
الأثاث الجنائزي الخاص بها على الطراز البونيقي والروماني كذلك في منطقة السكت
والتي يعتقد أنها كانت منطقة استيطان زراعي قديم
منطقة قصر أحمد و حتى منطقة الدافنية غرباُ، وموقع مدينة مصراتة يشكل تمازجاً رائعاً بين ثنائية البحر والرمل، فالبحر يحيطها من جانبي الشمال والشرق ، والرمال الذهبية تمتزج مع سهولها الخضراء و تعد هذه الكثبان الأعلى في منطقة حوض البحر المتوسط بل يعتقد إنها الأعلى في العالم ، لذلك تسمى بذات الرمال وإن كانت العمارة الحديثة والتوسع السكاني قد نالت من هذه الثروة الرملية الطبيعية نتيجة استهلاكها في عمليات البناء وكذلك جرف هذه الرمال إلى غير مكانها الأصلي ليستغل المكان في بعض عمليات الزراعة البسيطة أو في البناء، وتسمى مدينة مصراتة أيضا بذات الشاطئين لتوغل اليابسة داخل البحر في منطقتي الزروق وقصر أحمد مما أكسبها واجهتين على البحر .
وقديما مصراتة هي إحدى المحطات التجارية التي بدأ الفينيقيون في إنشائها على الأجزاء الشمالية الغربية من الساحل الليبي في القرن العاشر قبل الميلاد وبذلك يكون عمرها قد تجاوز ثلاثة آلاف عام حيث عرفت المدينة آنذاك باسم (توباكت) واستمدت أهميتها من كونها ملتقى العديد من الطرق الحيوية ولأنها أيضا تتوسط منطقة زراعية وقد ورد ذكرها باسم (كيفالاي برومنتوريوم) في الوثائق المسماة (أطوال المسافات في البحر الكبير) وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد أي أن ذكرها ورد في تلك الوثائق التي تعود إلى أكثر من ألفين وثلاثمائة وخمسين عاماً، والتي تعتبر أقدم المصادر التي عثر عليها حتى الآن و ذكرت فيها
منطقة (قصر احمد) وقد وصفها الجغرافي (سترابو) في القرن الأول الميلادي بأنها رأس
شامخة مغطاة بالغابات وتشكل خليجا الكبير . أما ما أورده (بطليموس) الجغرافي
الشهير بإسم (ترايرون أكرون) أي (الرؤوس الثلاثة) لأنها تتكون من ثلاثة رؤوس من
اليابسة موغلة في البحر وقد سكنتها قبيلة (مصراتة) فسميت بإسم هذه القبيلة وهو
الاسم الذي تعرف به الآن.
عند وصولك إلى مدينة مصراتة من المُدخل الغربي للمدينة فأول ما يستقبلك المنطقة الزراعية المعروفة بإسم الدافنية هذه المنطقة التي استوطنها الإيطاليون وأعملوا فيها كل ما من شأنه أن يبقيهم فيها إلى الأبد بحسباتهم الاستعمارية ولكن تأتي إرادة الشعوب بما لا يشتهي المستعمرون وربما هي محاسن الاستعمار الضنينة أنه يخطط ويبني لنفسه ليبقى من بعده وهذا ما حدث في منطقة الدافنية حيث تم الاستفادة من التخطيط السابق في استصلاح الأراضي وشق الطرق بحيث أصبحت اكبر منطقة زراعية في شعبية مصراته وقد أقيمت العديد من المزارع التي استصلحت بهدف الاستفادة من كل شبر قابل للزراعة رغم شح المياه وعدم نجاح الري الجماعي والإهمال وقلة الاهتمام بهذه المنظومة
و لعل من الجدير ذكره في منطقة الدافنية
وزاوية المحجوب أنه تم اكتشاف عدد من المقابر التحت أرضية المهمة التي احتوت على
الأثاث الجنائزي الخاص بها على الطراز البونيقي والروماني كذلك في منطقة السكت
والتي يعتقد أنها كانت منطقة استيطان زراعي قديم
وفي عام 1993 ف تم الكشف لاول مرة عن امتداد لسلسلة الفيلات الرومانية في مصراته وتحديدا فى قرية زريق الواقعة ضمن الدافنية حيث قام الباحث الليبي الحبيب الامين بالكشف عن أول فيلا رومانية في مصراته تقع عند منطقة غرب مرفأ زريق فى نقطة شط الحمام وقد تم تسميتها باسم فيلا شط الحمام فكشفت عن وجود حمامات وأحواض وقنوات ولوحات
فسيفسائية جميلة واعمدة حجرية ورخامية وكسرات من الفخار وتم تسجيلها في محفوظات
مراقبة آثار لبدة ، كما قدمت منطقة الدافنية اكبر واهم اكتشاف اثري في ليبيا يرجع
للفترة الرومانية حيث عثر على اكثر من 40 جرة مليئة بالعملات المعدنية الرومانية ،
محفوظة ومعروضة في متحف لبدة الجماهيري .
وما ان تجتاز منطقة الدافنية التي يشقها الطريق الساحلي الذي يحاذيه طريق آخر على شاطئ البحر مباشرة حتى نهاية شعبية مصراتة شرقا نجد منطقة المحجوب والتي سميت بهذا الاسم نسبة الى الشيخ المؤسس للزاوية التي كان يدرس فيها القرآن وعلومه ويحفظه لأهل هذه المنطقة منذ أكثر من مائتي سنة وهو الشيخ ابراهيم المحجوب حيث يوجد ضريحه الآن وهي مازالت الى يومنا هذا يرتادها طالبوا العلوم الشرعية بعد ان تم بناؤها وتطويرها واستقبال الدارسين حتى من خارج المدينة بالإضافة الى المسجد الذي تم تكبيره ليتسع لأكبر عدد من المصلين اما المسجد القديم فيتكون من بيت الصلاة والزاوية والضريح والخلاوى ،
وتحتضن منطقة المحجوب بمصراته اكبر مشروع زراعي وهو مشروع مزرعة السويحلي الإنتاجي الذي يحفل بالعديد من انواع الاشجار وعلى رأسها شجرة الزيتون التي يناهز عددها 30 الف شجرة في مساحة تزيد عن 2000 هكتار وتأتي هذه العناية بهذه الشجرة المباركة لأهميتها الاقتصادية على مستوى الوطني والأهمية الصحية للإنسان التي يلخصها الشاعر في هذه الابيات حيث يقول :-
كن كالزيتون في خضره على الدوام ====== في زيته النقي شفاء للاجسام
علاج بغير طبيب تنتهي بــه الآلام ====== تجربـــة مؤكـــدة اثبتتها الأيام
ومن مشروع زراعي الى مشروع آخر سياحي بمنطقة المحجوب وهو القرية السياحية شاطئ الامان الذي يعد أكبر مرفق سياحي داخل شعبية مصراته لما يتمتع به من فخامة في البناء الحديث والتجهيز الفندقي الراقي والكوادر المدربة للتعامل مع الضيوف ومن
مناطق شعبية مصراته منطقة الغيران التي يصل امتدادها الى نهاية الحدود الإدارية
الجنوبية لشعبية مصراته حيث تضم المركز التجاري الكبير (سوق أفريقيا التجاري) الذي
أنشأته اللجنة الشعبية لشعبية مصراته ليكون مركزا تجاريا لإقامة العديد من الأنشطة
الاقتصادية المختلفة كالمعارض ومهرجانات التسوق والتي تقام اكثر من مرة في العام،
وتمتد شعبية مصراته شرقا الى منطقة تاورغاء مرورا بمنطقة طمينة الغالب عليها
الطابع الزراعي والرعوي ومنطقة كرزاز التى تحاذيها من الشرق والتي لا تكاد تختلف
عليها في الطابع أما منطقة تاورغاء فهي المنطقة المعروفة بعين مائها العذبة منذ
آلاف السنين والتي تقول عنها بعض المصادر التاريخية أنها كانت من أروج الأسواق في
المنطقة الوسطى بليبيا وكانت نقطة التقاء التجار من أواسط أفريقيا وشمالها وتبادل
السلع والمنتجات وهى الآن منطقة شبه رعوية لوجود كثرة ألا سباخ واكثر الماشية رعيا
فيها الأبقار البرية والماعز بالإضافة لما يقام من مزارع مائية للأسماك وحضائر
تربية الدواجن والطيور ومن اكبر هذه المشاريع مشروع تاورغاء للإنتاج الحليب والبيض
ولحوم الدواجن وتعد عين تاورغاء للمياه العذبة المتدفقة طبيعيا من العيون المائية
النادرة في الجماهيرية وقد ذكرها قديما بعض الرحالة والحجاج الذين كانوا يعبرون
الشمال الأفريقي من والى الشرق والغرب.
والى الشرق من المشروع الزراعى القائم على مياه عين تاورغاء يوجد ضريح السيدة عائشة إبنة خالة الشيخ عبد السلام الاسمر اللذان كانا يقيمان فى منطقة القلعة بزليتن حيث كان الشيخ عبد السلام الاسمر يبذل قصارى جهده فى تدريس علوم القرآن الكريم وتحفيظه انتقلت السيدة عائشة الى تاورغاء تلك الارض ذات التربة الملحية والسبخ المغمورة بالمياه وبقيت مدة طويلة من الزمن أحبها أهالي المنطقة لعبادتها الخالصة لله وعطفها على الفقراء
والمساكين ، وعند قدومك الى منطقة تاورغاء فانه من الصعوبة بما كان الوصول بسهولة
نتيجة للازدحام في النقل والتنقل ولوجود طريق فردى يصل بينها ووسط مدينة مصراتة مع
أنه منفذ برى هام الى شرق الجماهيرية و المحاولات التي بذلت منذ سنين لتعبيد
طريق آخر محادي للطريق الأول لتصبح طريق مزدوج تربط مدينة مصراته بسرت وباقي مناطق شرق الجماهيرية مرورا بكل المناطق التي تتوسط هاتين المدينتين لم تكلل بالنجاح
وآخر هذه المحاولات الى حين كتابة هذه الأسطر لم تأفا هذه الطريق حقها ورحى الحوادث تذهب بأرواح الناس وإعاقتهم في احسن الأحوال كما اشتهرت منطقة تاورغاء بصناعة
الحجر والتوازير الجميلة وضروب من المصنوعات السعفية المختلفة القائمة على ألياف
وسعف النخيل وأعواد نبات الديس
ومن ضمن المناطق المهمة في مدينة مصراته منطقة قصر احمد والتي عرفت وذكرت كثيرا في تاريخ الجهاد الليبي ولأنه المنفذ الوحيد في السابق المطل على البحر فى هذه المنطقة فقد إستخدمه الغزاة الطليان لدرجل مصراته من البحر ومعركة يوم السبت من اشهر وأكبر المعارك التي دارت رحاها في منطقة قصر أحمد و قصر أحمد من المناطق التي اشتهرت قديما لما عثر عليه من آثار قديمة جدا مهمة حيث اكتشفت مصادفة عدة معالم أثرية تتمثل في بعض العملات والفخاريات وبعض القبور كما كشف عن وجود حمامات رومانية اسفل المنارة الموجودة حاليا ويعتقد أنها ترجع الى عهود محطة الميناء القديم المعروف بـ (كاليفالوس) .
ومن المعالم المعروفة فى مدينة مصراتة منارة الزروق التى أسسها الشيخ العلامة أحمد زروق منذ أكثر من 400 سنة قادما من أقصى المغرب العربي فارتاح للمكان وأعجب به فى طريق حجه الى بيت الله الحرام ومنذ ذلك الوقت الى يومنا هذا عرفت بزاوية الزروق نسبة الى مؤسسها حتى وصل الاسم ليشمل كل المنطقة المحاذية لمنطقة قصر أحمد شرقا ومنطقة يدر غربا.
وتشتهر مدينة مصراته بكثير من أوجه الصناعات التقليدية خاصة صناعة الكليم والسجاد حيث تميزت المدينة وخاصة في ضواحيها مثل منطقة الغيران والزروق وزاوية المحجوب بإنتاج نوع من الكليم والمرقوم والجرد الصوفي الرجالي حيث يتم تسويق هذه المنتجات في سوقها الخاص والذي يسمى بـ (سوق اللفة) وأيضا تشتهر بالمقتنيات والأدوات الشعبية التي كان يستعملها الأجداد في الحياة اليومية كالأدوات الخشبية والفخارية المستخدمة داخل البيت مثل خابية الزيت و القدر و الصحون والملاعق المصنوعة من الخشب.
ومن الآثار المهمة المكتشفة في مدينة مصراته وتحديدا في منطقة الجزيرة بعض الشواهد الأثرية منها أساسيات لمباني وجدران وبمعاينة الأثريين من مصلحة الآثار في مطلع السبعينيات كشف عن عدد من العملات الفينيقية والرومانية واساسات من الطوب أكدت على وجود سور تحصين يعتقد انه يخص أسوار مدينة توباكتس القديمة وفي منطقة يدر عثر على مقبرة كبيرة غنية باللقي الأثرية من الفخاريات والعملات.
ابراهيم مفتاح عبدالعالي
فسيفسائية جميلة واعمدة حجرية ورخامية وكسرات من الفخار وتم تسجيلها في محفوظات
مراقبة آثار لبدة ، كما قدمت منطقة الدافنية اكبر واهم اكتشاف اثري في ليبيا يرجع
للفترة الرومانية حيث عثر على اكثر من 40 جرة مليئة بالعملات المعدنية الرومانية ،
محفوظة ومعروضة في متحف لبدة الجماهيري .
وما ان تجتاز منطقة الدافنية التي يشقها الطريق الساحلي الذي يحاذيه طريق آخر على شاطئ البحر مباشرة حتى نهاية شعبية مصراتة شرقا نجد منطقة المحجوب والتي سميت بهذا الاسم نسبة الى الشيخ المؤسس للزاوية التي كان يدرس فيها القرآن وعلومه ويحفظه لأهل هذه المنطقة منذ أكثر من مائتي سنة وهو الشيخ ابراهيم المحجوب حيث يوجد ضريحه الآن وهي مازالت الى يومنا هذا يرتادها طالبوا العلوم الشرعية بعد ان تم بناؤها وتطويرها واستقبال الدارسين حتى من خارج المدينة بالإضافة الى المسجد الذي تم تكبيره ليتسع لأكبر عدد من المصلين اما المسجد القديم فيتكون من بيت الصلاة والزاوية والضريح والخلاوى ،
وتحتضن منطقة المحجوب بمصراته اكبر مشروع زراعي وهو مشروع مزرعة السويحلي الإنتاجي الذي يحفل بالعديد من انواع الاشجار وعلى رأسها شجرة الزيتون التي يناهز عددها 30 الف شجرة في مساحة تزيد عن 2000 هكتار وتأتي هذه العناية بهذه الشجرة المباركة لأهميتها الاقتصادية على مستوى الوطني والأهمية الصحية للإنسان التي يلخصها الشاعر في هذه الابيات حيث يقول :-
كن كالزيتون في خضره على الدوام ====== في زيته النقي شفاء للاجسام
علاج بغير طبيب تنتهي بــه الآلام ====== تجربـــة مؤكـــدة اثبتتها الأيام
ومن مشروع زراعي الى مشروع آخر سياحي بمنطقة المحجوب وهو القرية السياحية شاطئ الامان الذي يعد أكبر مرفق سياحي داخل شعبية مصراته لما يتمتع به من فخامة في البناء الحديث والتجهيز الفندقي الراقي والكوادر المدربة للتعامل مع الضيوف ومن
مناطق شعبية مصراته منطقة الغيران التي يصل امتدادها الى نهاية الحدود الإدارية
الجنوبية لشعبية مصراته حيث تضم المركز التجاري الكبير (سوق أفريقيا التجاري) الذي
أنشأته اللجنة الشعبية لشعبية مصراته ليكون مركزا تجاريا لإقامة العديد من الأنشطة
الاقتصادية المختلفة كالمعارض ومهرجانات التسوق والتي تقام اكثر من مرة في العام،
وتمتد شعبية مصراته شرقا الى منطقة تاورغاء مرورا بمنطقة طمينة الغالب عليها
الطابع الزراعي والرعوي ومنطقة كرزاز التى تحاذيها من الشرق والتي لا تكاد تختلف
عليها في الطابع أما منطقة تاورغاء فهي المنطقة المعروفة بعين مائها العذبة منذ
آلاف السنين والتي تقول عنها بعض المصادر التاريخية أنها كانت من أروج الأسواق في
المنطقة الوسطى بليبيا وكانت نقطة التقاء التجار من أواسط أفريقيا وشمالها وتبادل
السلع والمنتجات وهى الآن منطقة شبه رعوية لوجود كثرة ألا سباخ واكثر الماشية رعيا
فيها الأبقار البرية والماعز بالإضافة لما يقام من مزارع مائية للأسماك وحضائر
تربية الدواجن والطيور ومن اكبر هذه المشاريع مشروع تاورغاء للإنتاج الحليب والبيض
ولحوم الدواجن وتعد عين تاورغاء للمياه العذبة المتدفقة طبيعيا من العيون المائية
النادرة في الجماهيرية وقد ذكرها قديما بعض الرحالة والحجاج الذين كانوا يعبرون
الشمال الأفريقي من والى الشرق والغرب.
والى الشرق من المشروع الزراعى القائم على مياه عين تاورغاء يوجد ضريح السيدة عائشة إبنة خالة الشيخ عبد السلام الاسمر اللذان كانا يقيمان فى منطقة القلعة بزليتن حيث كان الشيخ عبد السلام الاسمر يبذل قصارى جهده فى تدريس علوم القرآن الكريم وتحفيظه انتقلت السيدة عائشة الى تاورغاء تلك الارض ذات التربة الملحية والسبخ المغمورة بالمياه وبقيت مدة طويلة من الزمن أحبها أهالي المنطقة لعبادتها الخالصة لله وعطفها على الفقراء
والمساكين ، وعند قدومك الى منطقة تاورغاء فانه من الصعوبة بما كان الوصول بسهولة
نتيجة للازدحام في النقل والتنقل ولوجود طريق فردى يصل بينها ووسط مدينة مصراتة مع
أنه منفذ برى هام الى شرق الجماهيرية و المحاولات التي بذلت منذ سنين لتعبيد
طريق آخر محادي للطريق الأول لتصبح طريق مزدوج تربط مدينة مصراته بسرت وباقي مناطق شرق الجماهيرية مرورا بكل المناطق التي تتوسط هاتين المدينتين لم تكلل بالنجاح
وآخر هذه المحاولات الى حين كتابة هذه الأسطر لم تأفا هذه الطريق حقها ورحى الحوادث تذهب بأرواح الناس وإعاقتهم في احسن الأحوال كما اشتهرت منطقة تاورغاء بصناعة
الحجر والتوازير الجميلة وضروب من المصنوعات السعفية المختلفة القائمة على ألياف
وسعف النخيل وأعواد نبات الديس
ومن ضمن المناطق المهمة في مدينة مصراته منطقة قصر احمد والتي عرفت وذكرت كثيرا في تاريخ الجهاد الليبي ولأنه المنفذ الوحيد في السابق المطل على البحر فى هذه المنطقة فقد إستخدمه الغزاة الطليان لدرجل مصراته من البحر ومعركة يوم السبت من اشهر وأكبر المعارك التي دارت رحاها في منطقة قصر أحمد و قصر أحمد من المناطق التي اشتهرت قديما لما عثر عليه من آثار قديمة جدا مهمة حيث اكتشفت مصادفة عدة معالم أثرية تتمثل في بعض العملات والفخاريات وبعض القبور كما كشف عن وجود حمامات رومانية اسفل المنارة الموجودة حاليا ويعتقد أنها ترجع الى عهود محطة الميناء القديم المعروف بـ (كاليفالوس) .
ومن المعالم المعروفة فى مدينة مصراتة منارة الزروق التى أسسها الشيخ العلامة أحمد زروق منذ أكثر من 400 سنة قادما من أقصى المغرب العربي فارتاح للمكان وأعجب به فى طريق حجه الى بيت الله الحرام ومنذ ذلك الوقت الى يومنا هذا عرفت بزاوية الزروق نسبة الى مؤسسها حتى وصل الاسم ليشمل كل المنطقة المحاذية لمنطقة قصر أحمد شرقا ومنطقة يدر غربا.
وتشتهر مدينة مصراته بكثير من أوجه الصناعات التقليدية خاصة صناعة الكليم والسجاد حيث تميزت المدينة وخاصة في ضواحيها مثل منطقة الغيران والزروق وزاوية المحجوب بإنتاج نوع من الكليم والمرقوم والجرد الصوفي الرجالي حيث يتم تسويق هذه المنتجات في سوقها الخاص والذي يسمى بـ (سوق اللفة) وأيضا تشتهر بالمقتنيات والأدوات الشعبية التي كان يستعملها الأجداد في الحياة اليومية كالأدوات الخشبية والفخارية المستخدمة داخل البيت مثل خابية الزيت و القدر و الصحون والملاعق المصنوعة من الخشب.
ومن الآثار المهمة المكتشفة في مدينة مصراته وتحديدا في منطقة الجزيرة بعض الشواهد الأثرية منها أساسيات لمباني وجدران وبمعاينة الأثريين من مصلحة الآثار في مطلع السبعينيات كشف عن عدد من العملات الفينيقية والرومانية واساسات من الطوب أكدت على وجود سور تحصين يعتقد انه يخص أسوار مدينة توباكتس القديمة وفي منطقة يدر عثر على مقبرة كبيرة غنية باللقي الأثرية من الفخاريات والعملات.
ابراهيم مفتاح عبدالعالي
الثلاثاء أكتوبر 09, 2018 10:18 am من طرف خالد
» إعداد رسالة الدكتوراه من البداية حتى نيل الدرجة
الثلاثاء أكتوبر 09, 2018 10:14 am من طرف خالد
» اريد مخطط مدينة مصراتة
الثلاثاء أبريل 10, 2018 6:38 pm من طرف سنيمار احمد
» رسالة دكتوراه بعنوان ميناء طرابلس (ليبيا) دراسة في جغرافية النقل
الثلاثاء يناير 10, 2017 10:19 pm من طرف مول البال
» تعريف الجيومورفولوجيا
الإثنين يونيو 27, 2016 12:56 am من طرف خالد
» صفات الباحث واسس اختيار موضوع البحث
السبت أبريل 09, 2016 7:27 pm من طرف خالد
» الأطلس التعليمي لمرحلة التعليم الاساسي - ليبيا
السبت أبريل 09, 2016 7:25 pm من طرف خالد
» عناوين رسائل الماجستير الجغرافيا المسجلة في الجامعات الليبية حتى شهر12سنة2009م- جغرافية ليبيا.
الثلاثاء مارس 29, 2016 9:10 pm من طرف مول البال
» المساعدة في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة والبحوث العلمية
الخميس مارس 17, 2016 12:57 am من طرف ايثران
» رسالة ماجستير التحليل المكاني و الوظيفي للخدمات التعليمية في مدينة سوران بأستخدام نظم المعلومات الجغرافية ـ جامعة صلاح الدين
الخميس مارس 17, 2016 12:52 am من طرف ايثران
» كتاب جغرافية النقل د. محمد رياض
الأحد مارس 06, 2016 10:53 pm من طرف مول البال
» ليبيا تطور المدن و التخطيط الحضري-- علي الميلودي عمورة
السبت ديسمبر 12, 2015 2:06 pm من طرف خالد